جمعية سارقي الاحلام ~ المبادرون العرب
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

الأحد، 20 مايو 2012

جمعية سارقي الاحلام



كل مولود  في هذا العالم  يولد ومعه حلم جميل ينمو معه ، فيتنقل بين ربوعه و يتنشق عبيره ،  حيث تتراوح الاحلام ما بين الحياة الكريمة والعيشة الهانئة وما بين طلب العلم والوظيفة المناسبة في جو من التنافس الخلاق وحرية الرأي والتعبير ، الا في العالم الثالث اذا صحت تسميته عالم فإن الحلم يسرق قبل ان ينمو ويتم قطع رأسه قبل ان يبلغ،
حيث تتصادم الاحلام بواقع القمع والاستبداد فهناك يوجد السيد المبجل صاحب الرؤية الالهية يأمر وينهى ، يحيي ويميت ، يهب السلطة لمن يشاء وينزعها ممن يشاء ، لديه حرس كثر وابواق اعلامية رنانة ، تسير مركباته في طوابير لا يفوقها طولا الا طوابير طلب رغيف العيش او مكاتب البطالة،  حيث يوجد له اعوان و بطانة يحلو لنا ان نسميها في عالمنا الاسلامي بطانة سوء فندعو له في المساجد بحسن البطانة والاعوان ، وذلك على مبدأ ان السيد المبجل لا يمكن ان يكون هو القامع المستبد ، او اللص الفاسد أو بالاحرى سارق وقاتل الاحلام ، يتشارك مع هذا السيد سادة اخرون  في دول اخرى لا يجتمعون في الرأي الا على رأي واحد الا وهو القمع والاستبداد ويطلقون عليه مسميات عديدة ولكن اجمل تلك الاسماء واكثرها نجاعة هو "محاربة الارهاب" ولا يحتكمون الا لقانون واحد الا هو "قانون الطوارئ" ويجمعهم جمعيات و قوميات واتحادات ولكن المسمى النهائي هو "الدول النامية "، ولكن في الاونة الاخيرة فر حلم جميل من مقصلة الاحلام ليتحول الى حقيقة او ربيع كما يحلو للحالمين تسميته ، فلقد استطاع البوعزيزي بعد ان تلقى لطمة على وجهه ان يشعل اجيج الغضب في نفوس الحالمين بعد ان احرق نفسه حرقةً على ضياع مصدر رزقه وهيبته وامتدت نار الغضب لتلتهم السيد الاول زين العابدين او زين الهاربين كما يحلو للتونسين تسميته ، وذلك بعد ان ادرك التونسيون ان السيد المبجل هو اللاعب الرئيسي والباقي مجرد دمى يحركهم كيفما يشاء ، لقد حاول في اللحظات الاخيرة ان يخبرهم انه سيدهم المبجل وان بطانته هي السبب وانه قد فهم بعد طول غياب ، ولكنهم أبوا الا ان يفهم انه حان وقت استرداد الاحلام ، ففر هارباً ليترك تونس تعيش حلمها الجميل ، لم يدرك باقي السادة هذا الامر واخبروا الجميع بأن وضعهم مختلف ، ولكن هروب ذلك الحلم الجميل ايقظ جميع الاحلام ، فهبت جموع الحالمين في مصر العربية  تطالب مبارك بالرحيل واسترداد ثمانين مليون حلم مفقود، وكان لهم ما ارادوا باستقالة مبارك بعد اثنين وثلاثين عامأ من الحكم الجبري ، ولكن يبدو ان هذا لم يقنع باقي السادة بأن ساعتهم قد حانت فهب سيد ليبيا وملك ملوك افريقيا ليدافع عن مملكته واصفاً الحالمين من شعبه  بالجرذان ومرت ثمانية اشهر مريرة ذاق فيها الحالمون من الشعب اللليبي اقصى مرارات القصف والقتل والقمع حتى كان لهم ما أرادوا بالحرية والامان .
لا زالت الحرية تطرق ابواب سورياً ولا زال الجلاد باقياً مختبئاً خلف الاسوار ، يقطع الرؤوس وجتث الاحلام ولكنه لا يعلم بأن الحرية بايعت احلام الشعوب على النصر او النصر ، ولا زلنا في الانتظار

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة